حضرموت"حوار خاص مع المدير التنفيذي لمؤسسة البادية للتنمية والأعمال الإنسانية
حاوره/ أشرف رضوان فاضل
تصوير/ عبدالعزيز بشيمان
في البداية نرحب بالأستاذ عادل بن سلم المدير التنفيذي لمؤسسة البادية للتنمية والأعمال الإنسانية، ونشكره على إتاحة الفرصة لنا.
*عرفنا عن مؤسسة البادية للتنمية والأعمال الإنسانية ؟*
مؤسسة البادية للتنمية والأعمال الإنسانية ، تأسست في 2001م حيث كانت عبارة عن طموح ضيق جداً على مستوى وادي حضرموت فقط ولكن الطموح كان أكبر من أن يكون النطاق هو وادي حضرموت حيث ترقت المؤسسة وأصبحت على مستوى حضرموت ساحلاً ووادياً ومن ثم على مستوى اليمن ، وحتى العام 2014م توسع نطاق المؤسسة لتغطي كافة المحافظات اليمنية وبلغ عدد شركاؤنا المحليين حينها 142 مؤسسة وجمعية خيرية ، أما عن استراتيجية العمل فهي تعتمد على نظام الشراكات بشكل أساسي مع منظمات ومؤسسات المجتمع المحلي وقد تمركزت المؤسسة بشكل رئيسي في مديرية القطن بوادي حضرموت ونتواجد في باقي المحافظات اليمنية عن طريق شركائنا.
*ماهي أنشطتكم السابقة في مؤسسة البادية؟ *
أن فعالياتنا وأنشطتنا تختلف في كل سنة على السنة السابقة في بعض الأطر لكن بشكل أساسي من بداية الخطة الخمسية التي وضعتها المؤسسة في العام 2020م، بحيث تنطلق المؤسسة خلال الخمس سنوات حتى عام 2025م من نفس المنطلقات، وهكذا تضع المؤسسة في كل خمس سنوات خطتها الخمسية للسنوات المقبلة وتعمل بها على هذا الأساس وقد بلغت إجمالي المشاريع المنفذة خلال العام 2023 في مختلف المجالات والقطاعات 42 مشروع، وخلال الفترة الحالية تتحدد أطر الخطة الخمسية في الأطر العامة التالية: -
الإطار الأول: هو التمكين الاقتصادي ويعني تمكين الأفراد بدلاً من اعطائهم أشياء مؤقتة.
الإطار الثاني: هو البرامج المتعلقة بالرواد والمثقفين والمفكرين من الطلاب ويعني بناء شخصيات مجتمعية قوية من المستوى الثانوي وفي الوقت الحالي تمتلك المؤسسة مركزين محليان المركز الأول على المستوى الثانوي والمركز الثاني على المستوى الجامعي بحيث يعمل هذا الإطار على نظام يتعلق بإعداد شخصية متكاملة هدفها أن تمارس دور ريادي في المجتمعات المحلية وفي نهضة اليمن القادم.
أما الإطار الثالث: وهو حديث الساعة ويعني جانب الإغاثة والتدخلات الإنسانية في ظل المعاناة الصعبة التي تعيشها اليمن، وبالتالي فان المؤسسة تعطي اهتمامها بشكل أساسي في مناطق الأزمات والمناطق التي تشكل بؤرة للنزاعات مثل محافظات مارب وتعز واقليم عدن المتضمنة عدن وأبين ولحج والتي تتكرر فيها الأزمات بشكل متتابع وتتدخل المؤسسة بهذه المناطق بشكل إنساني وإغاثي.
الإطار الرابع: وهي البرنامج والمشاريع التنموية المستدامة ومشاريع البنية التحتية مثل مشاريع آبار المياه والصيانة للمشاريع الخدمية القائمة كالصيانة للمدارس.
الإطار الخامس: هو توجه الاهتمام بالإنتاج المحلي كالزراعة والصناعة وما إلى ذلك، وتشجيع الاستثمار عن طريق توعية أرباب الاموال بالفرص الاستثمارية، صناعة قصص النجاح، توفير الشراكات الاستثمارية الموثوقة، دعم وتشجيع أصحاب الأعمال، وتوفير الدراسات الاستثمارية.
*ماهي المشاكل التي تواجه المؤسسة في الوقت الحالي؟ *
أن الحالة الاقتصادية التي تواجهها الدولة هي حاله متردية وتسبب عدم توازن بشكل دائم وهذا يعيق بعض المشاريع خصوصاً إذا كان المشروع طويل مما ينتج مخاطر وتحديات مالية ، وتعمل المؤسسة بكل طاقتها لكي تكون المشاريع الدائمة مناسبة وواقعية في تكاليفها متجاوزة التحديات والمخاطر المتعلقة بحالة عدم الاستقرار من خلال منظومة إدارة مخاطر متكاملة تمكن المؤسسة وفريقها وشركاؤها من إنجاز هذه المشاريع في إطار متغيرات الوقت والكلفة والجودة ، وهذا يتيح لنا الوصول إلى مناطق اليمن جميعها بغرض النظر أينما يكون المشروع والمهم أن ينجز في إطار المشروع وإطار الموازنة والوقت المحدد له ، ومن التحديات الرئيسية أيضاً ضياع الدولة وعدم وضوح الإجراءات القانونية وماذا لنا كمنظمات وماذا علينا واين يقع هذا كله من القوانين النافذة واللوائح المنظمة ، كذلك ومن التحديات ضعف إدراك الوزارات المختصة لطبيعة المرحلة وضرورة توفير التسهيلات اللازمة وانجاز المعاملات بصورة سريعة والمرونة في الإجراءات والمعاملات بما يجذب مزيداً من التمويل نحو اليمن ، بينا يتضمن الواقع الراهن مستوى معاكس تماماً مثقل بمزيد من الأطر والقيود البيروقراطية وتعقيد المعاملات وعدم وضوح للإجراءات وعكس الصراعات والتجاذبات في اروقة الدولة علينا كمنظمات يتصف عملها بالحيادية المطلقة وتخدم الناس بعيداً عن مناطقهم وانتماءاتهم .
*هل تواجهون أي تعقيدات من قبل السلطة المحلية؟ *
في الحقيقة مستوى التعقيدات في العمل هي ما ذكرته في اطار التحديات وهو موجود في كل مستوى من مستويات الدولة في المرحلة الحالية مع الاسف ، إلا أننا وبشكل عام نمتلك علاقات طيبة مع السلطة المحلية بوادي حضرموت وهو ما ييسر لنا كثيراً من الإجراءات في المشاريع المختلفة ، ولكن التعقيدات الاكثر في المحافظات الأخرى لغياب اطار عام للإجراءات التنسيقية المطلوبة ، إلا أن شركاءنا في كل المحافظات وبما يمتلكون من علاقات جيدة مع السلطات المحلية هناك يسهمون بشكل فاعل في تذليل الصعاب وتيسير إجراءات للمشاريع بشكل سريع في إطار القانون والنظام وهو مبدأ نلتزم به دوماً ، ونلتزم أيضاً بشكل قطعي وبما لا يدع مجالا للشك بالحياد ومشاريعنا توجه لكل مستحق بعيداً عن الانتماءات الحزبية والمناطقية والقبلية ، ونحتكم في ذلك للمعايير المحددة لكل مشروع .
*هل لديكم أي فروع أخرى في باقي المحافظات؟ *
أن نهج سياستنا يتضمن جانب الشراكة بين مؤسسة البادية والمؤسسات والمنظمات المحلية الأخرى كمبدأ أساسي وقيمة من قيمنا الثابتة والمعلنة ولهذا لم تفتح المؤسسة لها فروعاً ومكاتب في المحافظات الأخرى ، وهذه فلسفتنا منذُ التأسيس بعدم فتح أي فروع أخرى بل نعمل على مبدأ الشراكة ، وهذا يحقق تفعيلا للمنظمات الأصغر وسهولة وصول إلى المستفيدين وتنوع وتكامل في العمل ، وتلتزم المؤسسة لمانحيها عبر فريقها في أي مشروع في ثلاثة أمور رئيسية : الإطار التخطيط الإداري والفني للمشروع ، التخطيط والرقابة المالية ، التخطيط والرقابة الإعلامية ، اضافة إلى اشراك المجتمع في الرقابة على المشاريع ونتائجها واثرها ومدى التزام فريقنا وشركاؤنا بالمعايير .
*كيف يتم وضع الميزانية للخطة الخمسية؟ *
تصمم الخطة الخمسية بداية كل خمس سنوات وكان آخر خطة خمسية وضعت بنهاية العام 2020م ومنها تنبثق الخطط السنوية والتي تبنى عليها الخطط والموازنات المالية مطلع كل عام وذلك بناءً على حجم التحويلات المتاحة في نفس العام.
*كم عدد المشاريع المحددة في العام 2024م؟ *
نتوقع خلال هذا العام أن يتم إنجاز 52 مشروع وذلك وفق الخطط المعدة لذلك، وهي مشاريع متعددة ومتنوعة صغيرة وكبيرة، كما يوجد مشاريع قيد التنفيذ حالياً تتجاوز 18 مشروع متنوعا.
أما بالنسبة لشهر رمضان الكريم لهذا العام فيوجد تسعة مشاريع أساسية تتعلق بجانب (الغذاء- المساعدات النقدية – احياء رسالة المسجد - سقيا الماء) وهذه الأربعة البرامج تتوزع ضمنها 9 مشاريع وتستهدف 11 محافظة على مستوى الجمهورية اليمنية وهي مارب وتعز وعدن وأبين ولحج والضالع وشبوة والمهرة وحضرموت وصنعاء و إب، إلا أن الوصول إلى ما نطمح إليه خلال الشهر الفضيل يعتمد بشكل أساسي على حجم التمويلات المتاحة والقادمة خلال الشهر الفضيل.
*كلمة أخيرة تود قولها؟ *
أشكركم على هذا اللقاء وإتاحة الفرصة لنا للحديث معكم وأقول إن مؤسسة البادية ما تزال تفتتح أبوابها لأي للمقترحات والنقد البناء أو أي آراء ومقترحات يمكن ان تسهم في تحقيق وصول أفضل للمستفيدين، ونحظ أصحاب الرأي والمشورة والخبرة أن يشاركونا اعمالنا فدائما ارقامنا متاحة ومنشورة ووسائل الاتصال بنا متعددة فنحن وشركائنا وفريقنا مستعدون في أي وقت وكلنا نتواجد هنا لأجل المستفيدين ومجتمعاتنا.
اترك تعليقك