في قرى نائية من بلاد الاحمدي الحصول على شربة ماء يتحوّل إلى قطعة عذاب
المرصد /الضالع:عبدالمجيد المحرابي
قرية الرباط بلاد الاحمدي في مديرية الازارق م/الضالع
وكما لو أن الجفاف يتحد مع قساوة الطبيعة، توّقفت السماء عن ريّ أراضٍ وانقطعت تدفقات السيول ، وانتهت أحلام القرويين في الزراعة إلى كابوس انتهى بحصد الخسائر بدل درّ الأرباح، فأضحت البهائم سبيلًا وحيدًا للعشرات منهم حتى يضمنون استمرارَ الحياة في موطن الأجداد، غير أن أنين الدلو الذي يُرمى في الابار العميقة ولا يجذب غير الفراغ، دفع بالقرويين إلى الاعتماد كليًا على دواب لنقل المياه من الاماكن البعيدة عنهم، فترى اطفال تركوا روضات المدارس ليتوّلون مهمة جلب الماء دون أن يكترثوا بشمس حارقة تلهب وجوههم البريئة.. أقدامهم تحوّلت إلى قطع من حجر لدوسهم الدائم على أراضٍ مُسنّنة. منذ أشهرهم الأولى في الحياة يتعوّدون على قسوة تُنضجهم قبل الأوان.
يلجأ الناس في قرية الرباط وما جاورها من قرى خثمي ، الحامية، حبيل حويدر ، ذي علي ، كبيبة ،حبيل السوق، إلى شراء "الخزانات" لحفظ الماء، واحد للشرب وأخر للدواب واستعمالات التنظيف. كان المطر يملأ هذه الخزانات في سنوات الرخاء، أما الآن، فلا حل سوى المياه المدفوعة الثمن. وكما يخلق الماء هنا تضامنًا بين السكان في حالات العطش، عندما يعطي الجار جاره ما يفرّج به كربة اليوم حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا،
ونحن هنا في هذا التقرير المتواضع تركنا المجال لابناء هذه القرى في الحديث عن معاناتهم
وعندما استضفنا الأستاذ/ محمود محمد علي تحدث قائلاً ... أن سكان قرية الرباط وما جاورها استبشروا خيرًا بوعود مسؤولين المجلس المحلي عام2011 بتزويدنا ب ماء الشرب وبدء حفر البئر المخصصة للمشروع وما ان انتهى الحفر وتم تجهيز البئر اضمحل الوعد مع مرور السنين.
يضيفُ : أن اشتداد العطش في بعض المواسم وصعوبة نقل الماء يدفعان بالسكان إلى شرب مياه ملوثة مخصصة للبهائم ويتبعون طريقة بسيطة لتصفية الماء: يضعون ثوبًا أبيضًا على الإناء عند الشرب مما أدى إلى كثرة انتشار امراض الاسهالات وغيرها ...
وخلال تجوالنا بين الاهالي صادفنا المهندس/ كمال الحازمي صرح الينا قائلاً ((نحن في هذه المنطقة لدينا مشروعين مياة لم يكتملان
الاول في قرية الرباط بتمويل حكومي تم حفر البئر الى ان ضهر الماء بعدها تم تجاهل المشروع ، والمشروع الاخر في قرية خثمي بدعم من هائل سعيد لكن مثله مثل سابقة لم يكتمل رغم توفر 2آبار جاهزة للمشروع فقط نحتاج مكينة وخزان وتشغيل احدى الآبار المناسبة ... وناشد الجهات المسؤلة والمجلس المحلي والمنظمات الانسانية الدولية الى التدخل العاجل لمعالجة المشكلة وإنقاذهم من مخاطر ما يترتب على كارثة الجفاف.
اترك تعليقك