*بيان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد بيتر ماورير بشأن زيارته لليمن*
*بيان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد بيتر ماورير بشأن زيارته لليمن*
المرصد الجنوبي-خاص
28-7-2017
أغادر اليمن محملًا ببالغ الأسى إزاء محنة شعبه. إذ لا يزال تفشي وباء الكوليرا مثيرًا للمخاوف. ومع اقتراب موسم الأمطار، نتوقع تجاوز أعداد المصابين 600,000 حالة بحلول نهاية العام. وهذا أمر غير مسبوق.
وهذا التفشي من صنع البشر. فهو نتيجة مباشرة لأكثر من عامين من الحرب، انهارت خلالهما منظومة الرعاية الصحية، فصار الناس يموتون نتيجة أمراض مزمنة يمكن علاجها بسهولة. وتعطلت الخدمات الرئيسية مثل التخلص من القمامة، كما رأيت بصورة جلية في تعز.
وما لم تبدِ الأطراف المتحاربة مزيدًا من الاحترام لقوانين الحرب، أخشى ما أخشاه أن نتوقع انتشار المزيد من الأوبئة في المستقبل.
اليمنيون شعب قادر على الصمود، ولكن إلى متى؟ لقد شهدنا، في سورية وغيرها، كيف يمتد عامان من النزاع إلى ستة، بل عشرة أعوام. قد يكون مصير اليمن مختلفًا، ولكني لا أرى الكثير من المؤشرات التي تمنحنا هذا الأمل. فمعاناة شعب اليمن تزداد قسوة. لقد التقيت عائلات كانت تضطر للوقوف أمام خيارات مستحيلة، بين شراء الخبز أو الماء أو الدواء لأطفالها.
آلاف الأشخاص المحتجزين من قبل أطراف النزاع يقبعون في غياهب السجون، لا اتصال بينهم وبين ذويهم. بالأمس نظم عدد من أهالي هؤلاء الأشخاص وقفة احتجاجية أمام مقرّنا في صنعاء يطلبون الحصول على إجابات شافية بشأن ذويهم. ولا شك أن أولويتنا تخفيف آلام هؤلاء الأهالي، لكن لكي نساعدهم يجب أن يُسمح لنا بزيارة المحتجزين.
شاهدت بعيني هذا الأسبوع حجم الدمار الذي تلحقه الحرب بالمدن والمجتمعات المحلية والعائلات.
هذه إذن مناشدة عاجلة بتغيير السلوك المُتّبع في الحرب. لا بد أن يكفّ أطراف النزاع عن استهداف المستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه بالهجوم. وإلا فلن نجني سوى المزيد من المآسي.
على الأطراف المتحاربة، بما فيها دول التحالف، اتخاذ خطوات ملموسة الآن للتخفيف من المعاناة. فعلى تلك الأطراف:
التوقف عن رهن العمل الإنساني بتحقق مآرب سياسية، وتيسير تدفق المساعدات، والإمدادات الضرورية مثل الدواء، إلى اليمن وعبر أراضيه.
ضمان وصول الوكالات الإنسانية إلى السكان الأكثر استضعافًا.
منح اللجنة الدولية حق الوصول إلى جميع المحتجزين على خلفية النزاع بصورة منتظمة. وقد تلقينا وعودًا مُشجّعة بالتزامات من جبهتي النزاع هذا الأسبوع، ونأمل أن نلمس تطبيق ذلك في الأسابيع المقبلة.
تخفيف القيود المفروضة على الاستيراد حتى يُستأنف النشاط الاقتصادي لليمن.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن من يقدمون العون للأطراف المتحاربة في اليمن يقع على عاتقهم ضمان احترام قوانين الحرب.
وثمة احتياج للتمويل الإنساني الآن أكثر من أي وقت مضى. غير أنه يجب على المجتمع الدولي أن يخطو خطوة إضافية. إذ يجب عليه أن يسعى لإيجاد حلول لهذه الأزمة الضخمة، وأن يسعى إلى التأثير في سلوك الأطراف المتحاربة في أقرب وقت.
لقد ضاعفت اللجنة الدولية ميزانيتها المرصودة لليمن هذا العام لتتجاوز 100 مليون دولار أمريكي. وسنواصل مكافحة الكوليرا وبذل أقصى جهودنا لمساعدة الفئات الأشد استضعافًا في اليمن. وأهيب بالجميع أن يضاعفوا جهودهم في هذا المضمار. فالناس الذين التقيتهم هذا الأسبوع في اليمن يعتمدون على مسارعتنا لمساعدتهم. فلنثبت لهم إذن أننا منشغلون بالمحنة التي يعيشونها.
ملحوظة للمحررين:
حقائق رئيسية عن اليمن:
_يبلغ تعداد سكان اليمن حوالي 27 مليون شخص. ومنهم ما يقدر عدده بقرابة:_
*14 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي*
*7 ملايين شخص يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي*
*3.3 ملايين شخص يعانون من سوء التغذية الحاد*
*14 مليون شخص يعانون من نقص في الكميات الكافية من المياه النظيفة أو خدمات الصرف الصحي*
*14 مليون شخص لا يجدون رعاية صحية ملائمة، ولا يعمل سوى 45% من مرافق الرعاية الصحية. وقد ورد للجنة الدولية تعرض 160 مرفقًا صحيًا لهجمات منذ عام 2015. كما أن أسعار العلاج تفوق قدرة المواطنين العاديين على الشراء.*
* من ابراهيم ناجي
المرصد الجنوبي-خاص
28-7-2017
أغادر اليمن محملًا ببالغ الأسى إزاء محنة شعبه. إذ لا يزال تفشي وباء الكوليرا مثيرًا للمخاوف. ومع اقتراب موسم الأمطار، نتوقع تجاوز أعداد المصابين 600,000 حالة بحلول نهاية العام. وهذا أمر غير مسبوق.
وهذا التفشي من صنع البشر. فهو نتيجة مباشرة لأكثر من عامين من الحرب، انهارت خلالهما منظومة الرعاية الصحية، فصار الناس يموتون نتيجة أمراض مزمنة يمكن علاجها بسهولة. وتعطلت الخدمات الرئيسية مثل التخلص من القمامة، كما رأيت بصورة جلية في تعز.
وما لم تبدِ الأطراف المتحاربة مزيدًا من الاحترام لقوانين الحرب، أخشى ما أخشاه أن نتوقع انتشار المزيد من الأوبئة في المستقبل.
اليمنيون شعب قادر على الصمود، ولكن إلى متى؟ لقد شهدنا، في سورية وغيرها، كيف يمتد عامان من النزاع إلى ستة، بل عشرة أعوام. قد يكون مصير اليمن مختلفًا، ولكني لا أرى الكثير من المؤشرات التي تمنحنا هذا الأمل. فمعاناة شعب اليمن تزداد قسوة. لقد التقيت عائلات كانت تضطر للوقوف أمام خيارات مستحيلة، بين شراء الخبز أو الماء أو الدواء لأطفالها.
آلاف الأشخاص المحتجزين من قبل أطراف النزاع يقبعون في غياهب السجون، لا اتصال بينهم وبين ذويهم. بالأمس نظم عدد من أهالي هؤلاء الأشخاص وقفة احتجاجية أمام مقرّنا في صنعاء يطلبون الحصول على إجابات شافية بشأن ذويهم. ولا شك أن أولويتنا تخفيف آلام هؤلاء الأهالي، لكن لكي نساعدهم يجب أن يُسمح لنا بزيارة المحتجزين.
شاهدت بعيني هذا الأسبوع حجم الدمار الذي تلحقه الحرب بالمدن والمجتمعات المحلية والعائلات.
هذه إذن مناشدة عاجلة بتغيير السلوك المُتّبع في الحرب. لا بد أن يكفّ أطراف النزاع عن استهداف المستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه بالهجوم. وإلا فلن نجني سوى المزيد من المآسي.
على الأطراف المتحاربة، بما فيها دول التحالف، اتخاذ خطوات ملموسة الآن للتخفيف من المعاناة. فعلى تلك الأطراف:
التوقف عن رهن العمل الإنساني بتحقق مآرب سياسية، وتيسير تدفق المساعدات، والإمدادات الضرورية مثل الدواء، إلى اليمن وعبر أراضيه.
ضمان وصول الوكالات الإنسانية إلى السكان الأكثر استضعافًا.
منح اللجنة الدولية حق الوصول إلى جميع المحتجزين على خلفية النزاع بصورة منتظمة. وقد تلقينا وعودًا مُشجّعة بالتزامات من جبهتي النزاع هذا الأسبوع، ونأمل أن نلمس تطبيق ذلك في الأسابيع المقبلة.
تخفيف القيود المفروضة على الاستيراد حتى يُستأنف النشاط الاقتصادي لليمن.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن من يقدمون العون للأطراف المتحاربة في اليمن يقع على عاتقهم ضمان احترام قوانين الحرب.
وثمة احتياج للتمويل الإنساني الآن أكثر من أي وقت مضى. غير أنه يجب على المجتمع الدولي أن يخطو خطوة إضافية. إذ يجب عليه أن يسعى لإيجاد حلول لهذه الأزمة الضخمة، وأن يسعى إلى التأثير في سلوك الأطراف المتحاربة في أقرب وقت.
لقد ضاعفت اللجنة الدولية ميزانيتها المرصودة لليمن هذا العام لتتجاوز 100 مليون دولار أمريكي. وسنواصل مكافحة الكوليرا وبذل أقصى جهودنا لمساعدة الفئات الأشد استضعافًا في اليمن. وأهيب بالجميع أن يضاعفوا جهودهم في هذا المضمار. فالناس الذين التقيتهم هذا الأسبوع في اليمن يعتمدون على مسارعتنا لمساعدتهم. فلنثبت لهم إذن أننا منشغلون بالمحنة التي يعيشونها.
ملحوظة للمحررين:
حقائق رئيسية عن اليمن:
_يبلغ تعداد سكان اليمن حوالي 27 مليون شخص. ومنهم ما يقدر عدده بقرابة:_
*14 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي*
*7 ملايين شخص يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي*
*3.3 ملايين شخص يعانون من سوء التغذية الحاد*
*14 مليون شخص يعانون من نقص في الكميات الكافية من المياه النظيفة أو خدمات الصرف الصحي*
*14 مليون شخص لا يجدون رعاية صحية ملائمة، ولا يعمل سوى 45% من مرافق الرعاية الصحية. وقد ورد للجنة الدولية تعرض 160 مرفقًا صحيًا لهجمات منذ عام 2015. كما أن أسعار العلاج تفوق قدرة المواطنين العاديين على الشراء.*
* من ابراهيم ناجي
اترك تعليقك